Ahlan Wa Sahlan

Assalamualaikum...
Terima kasih buat pertamanya kali saya ucapkan kepada pelawat-pelawat yang sudi melawat blog saya ini. Blog ini adalah satu wasilah atau wacana buat saya untuk berkongsi ilmu pengetahuan, pengalaman saya dan melahirkan semangat kepada pembaca terutamanya tentang Bahasa Arab yang menjadi tunjang utama dalam blog saya ini. Adalah sepatutnya insan yang bergelar Muslim itu perlulah mengetahui Bahasa Arab agar dapat memahami al-Quran yg dibacanya itu. Bahasa Arab adalah bahasa al-Quran dan bahasa Syurga.
Jadi dengan harapan walaupun sedikit, blog ini akan menjadi tatapan dan medan kepada saya untuk terus memperjuangkan Bahasa Arab di bumi Malaysia. Segala komen dan buah fikiran anda amat dialu-alukan.
Selain itu saya juga akan menghidangkan dengan bermacam2 info sebagai sumber bacaan. So jgn malu jgn segan untuk melawat blog saya ini. Terima kasih.

Monday, April 12, 2010

الأكل في الإسلام.. مفاهيم وآداب *

"إن مقصد ذوي الألباب لقاء الله تعالى في دار الثواب ولا طريق إلى الوصول للقاء الله إلا بالعلم والعمل، ولا يمكن المواظبة عليهما إلا بسلامة البدن، ولا تصفو سلامة البدن إلا بالأطعمة والأقوات والتناول منها بقدر الحاجة على تكرر الأوقات، فمن هذا الوجه قال بعض السلف الصالحين: إن الأكل من الدين وعليه نبه رب العالمين بقوله وهو أصدق القائلين: {كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}، هكذا قدم الإمام الغزالي لباب آداب الأكل في كتاب إحياء علوم الدين. وسنحاول هنا عرض رؤية طبية نفسية لما ورد بالباب ويختصُّ بما لا بد للآكل من مراعاته وإن انفرد بالأكل.
ومن يقرأُ ما كتبهُ الغزالي يدركُ كيفَ أن المسلم حين ينظر إلى الطعام والشراب إنما ينظرُ نظرةً تميزهُ عن غير المسلمين، فهو ينظر إليهما نظرة الوسيلة التي تقود لما هو أفضل وأكمل، فتصبحُ عمليةُ الأكل في حد ذاتها عبادةً ما دامت النيةُ أن يتقوى بها المسلمُ على العبادة بمفهومها الواسع، والذي يشملُ كل سعي يسعاهُ المسلمُ في حلال.
ما قبل الأكل
ويبينُ الإمام الغزاليُّ في آداب ما قبلَ الأكل البدء بالتأكد من كون الطعام حلالاً من كسبٍ حلال، ثم يتبع ذلك بالوضوء أو غسل اليدين قبل الطعام، ويستشهدُ بحديث رسول الله : "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفى اللمم"، وفي رواية "ينفي الفقر قبل الطعام وبعده"، ولأبي داود والترمذي من حديث سلمان: "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده"، ورغم أنها كلها أحاديثُ ضعيفة، فإن الغزالي يرى أن غسل اليد أقربُ إلى النظافة والنزاهة.
ولم يذكر الغزالي في هذا الموضع ما أجدهُ في فقه السنة (السيد سابق، 1365هـ) من أن الوضوءَ قبل الأكل يستحبُّ إذا كانَ الإنسانُ جُنُبًا، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: "كان النبيُّ إذا كانَ جُنُبًا وأراد أن يأكلَ أو ينامَ توضَّأ"، وعن عمار بن ياسر "أن النبي رخَّصَ للجنبِ إذا أرادَ أن يأكلَ أو يشربَ أو ينام أن يتوضَّأ وضوءهُ للصلاة" رواهُ أحمدُ والترمذيُّ وصححه.
أما الأمر الثالثُ الذي أوصى به الغزالي فهو "أن يوضع الطعام على السفرة الموضوعة على الأرض؛ فهو أقرب إلى فعل رسول الله من رفعه على المائدة، ثم يستشهدُ الغزاليُّ بحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه: "كان رسول الله إذا أتي بطعام وضعه على الأرض" أخرجه أحمد في كتاب الزهد ورواه البزار، والسفرةُ هيَ فرشةُ المسافر على الأرض، ويستكملُ الغزاليُّ: وإن قلنا الأكل على السفرة أولى فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نهي كراهة أو تحريم؛ إذ لم يثبت فيه نهي، وما يقال إنه أُبدع بعد رسول الله فليس كل ما أبدع منهيا بل المنهي بدعةٌ تضادُّ سنةً ثابتة وترفع أمرا من الشرع مع بقاء علته، بل الإبداع قد يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب، وليس في المائدة إلا رفع الطعام عن الأرض لتيسير الأكل وأمثال ذلك مما لا كراهة فيه.
ثمَّ يوصي الغزاليُّ في الأمر الرابع بإحسان الجلسة على السفرة أثناء الأكل. فعن عبد الله بن بشير رضيَ اللهُ عنهُ قال: "كان رسول الله ربما جثا للأكل على ركبتيه وجلس على ظهر قدميه، وربما نصب رجله اليمنى وجلس على اليسرى" أخرجه أبو داود.
وأما الأمرُ الخامسُ من آداب ما قبل الأكل فيتعلقُ بنية الآكل "أن ينوي بأكله أن يتقوى به على طاعة الله تعالى ليكون مطيعا بالأكل ولا يقصد التلذذ والتنعم به، فإنه إذا أكل لأجل قوة العبادة لم تصدق نيته إلا بأكل ما دون الشبع؛ حيث إن الشبع يمنع من العبادة ولا يقوي عليها، فمن ضرورة هذه النية كسر الشهوة وإيثار القناعة على الاتساع. ويستشهدُ الغزالي بحديث المقداد بن معد، قال رسول الله : "ما ملأ آدمي وعاءً شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث طعام وثلث شراب وثلث للنفس"، رواهُ الترمذي والنسائي وابن ماجه.
والأمرُ السادس هو "أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام ولا يجتهد في التنعم وطلب الزيادة"، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي "سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا خل، فدعا به فجعل يأكل ويقول نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل". رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ‏"‏ما عاب رسول الله طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه‏"‏، متفقٌ عليه.
وأما الأمرُ السابعُ فهو الاجتهادُ في تكثير الأيدي على الطعام ولو من الأهل والولد، ويستشهدُ بالحديث الشريف عن وحشي بن حرب رضي الله عنهُ أنهُ قال: "قال اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه"، أخرجه أبو داود وابن ماجه. وعن أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله لا يأكل وحده".
حالة الأكل
يقول الإمام الغزاليُّ في آداب حالة الأكل: أن يبدأ بـ بسم الله في أوله وبالحمد لله في آخره ولو قال مع كل لقمة بسم الله فهو حسن حتى لا يشغله الشره عن ذكر الله تعالى، ويقول مع اللقمة الأولى بسم الله ومع الثانية بسم الله الرحمن ومع الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم، ويجهر به ليذكر غيره". ومن الأحاديث التي وردت عن رسول الله في وجوب تسمية المسلمِ في حالة الأكل: عن عمر بن أبى سلمة رضي الله عنهما قال‏:‏ قال لي :‏‏ "‏سمِّ الله وكل بيمينك، وكل مما يليك‏"‏. متفقٌ عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله :‏ "‏إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإذا نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره‏" رواه أبو داود والترمذي.
ومع بدء الأكل "يأكل باليمنى ويبدأ بالملح ويختم به ويصغر اللقمة ويجود مضغها وما لم يبتلعها لم يمد اليد إلى الأخرى فإن ذلك عجلة في الأكل، ولا يجوز الإسراف في الأكل، ويُكره أن يزيد عن الشبع لقوله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ وكُلوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفوا إنهُ لا يُحِبُّ المسرفين} (الأعراف 31)، ولكن أجازَ بعضُ الفقهاء زيادةَ الشبع للتَّقَوِّي على الطاعات كالصوم وغيره، أو التقوي على أداء الواجبات، أو حتى لا يستحيي الضيفُ.. ولشدة كراهة الإسراف في الطعام فقد شبَّهَ القرآن الكافرين بالأنعام السائبة في أكلهم وشربهم: (والذين كفروا يَتَمَتَّعُونَ ويأكلونَ كما تأكُلُ الأنْعامُ والنَّارُ مَثْوًى لهم).
ومن السّنّة النبوية الأكل بثلاث أصابع، قال القاضي: والأكل بأكثر منها من الشّره وسوء الأدب، ولأنّه غير مضطرٍّ لذلك لجمعه اللّقمة وإمساكها من جهاتها الثّلاث: وإن اضطُرّ إلى الأكل بأكثر من ثلاثة أصابع، لخفّة الطّعام وعدم تلفيقه بالثّلاث يدعمه بالرّابعة أو الخامسة هذا إن أكل بيده، ولا بأس باستعمال الملعقة ونحوها، وقد كان رسول الله يأكلُ بثلاث أصابع؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ "رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها‏".
بعد الأكل
وفي القسم الثالث يعرض الغزاليُّ ما يستحبُّ بعد الفراغ من الطعام فأولُ كلامه "أن يمسك قبل الشبع ويلعق أصابعه ثم يمسح بالمنديل ثم يغسلها"، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي : "كان إذا رفع مائدته قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مستغنى عنه ربنا"، رواه البخاري، وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
ومما ورد في لعق الأصابع بعد الأكل ويستفاد منه أيضًا إكرامُ الخبز ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أنه قال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما أصابها من أذى وليأكلها ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يـُلْـعِـقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة". قال النووي: أي أن الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة لا يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله فتحصل البركة، والمراد بالبركة ما يحصل به التغذية ويسلم عاقبته من الأذى، ويقوي على الطاعة.
وأما التقاطُ فتات الطعام فإن روايات الأحاديث الواردة بشأنهِ قد وصفها الغزالي بأنها منكرةٌ جدٍّا، ورغمَ أن التقاط اللقمة الساقطة وإماطة الأذى عنها إن كانَ قد لحقها أذىً ثم أكلها، كما ورد في الحديث الصحيح عند مسلم، قد يوحي باستحباب التقاط الفتات، فإن الغزالي اكتفى بما أخرجهُ أبو الشيخ في كتاب الثواب وهو قولهُ : "من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي في ولده"، كما أشار الغزالي إلى أن التقاط الفتات هو بمثابة مهور الحور العين.
________________________________________
* نقلاً عن موقع مجانين، نشرت على الموقع بتاريخ

Saturday, January 23, 2010

الأدوات

مَهْمَا

اسمُ شرط يجزم فعلين. ويقول المعربون: تُعْرَب مفعولاً به، إذا تلاها فعلٌ لم يَستَوفِ مفعولَه، وإلاّ أُعربَت مبتدأً. ففي نحو: [مَهما تصنعْ أَصنعْ مثلَه] هي مفعول به، وفي نحو: [مهما تقرأْهُ يُفِدْكَ] و [مهما تَتأَخَّرْ ننتظرْك] هي مبتدأ


فَقَطْ
كلمة مبنية على السكون، تدلّ على الاكتفاء، نحو: [قرأت صفحة فقطْ - زارني زهيرٌ فقط - اشتريت ثلاثة كتب فقط...].


رُبَّ

رُبَّ: من حروف الجرّ، معناها التقليل أو التكثير، على حسب الحال. ومن سياق الكلام يتبيّن المراد.

أحكام:
¨ تدخل [رُبّ] على اسم نكرة مجرور. ويكون جوابها اسماً مرفوعاً، أو جملة. نحو: [ربَّ ضارّةٍ نافعةٌ]، و[ربّ جهلٍ ستره الغِنى] و[ربّ مُدّعٍ يفضحه تعالمُه]

و[ربّ فقيرٍ معدمٍ عِلمُه غزير].

¨ كثيراً ما تُحذف في الشعر، وتنوب عنها الواو.

¨ قد تتصل بها [ما] الزائدة، فتختص بالدخول على الجُمل ماضويةً ومضارعية، نحو: [ربّما سافر خالد، وربّما تطول غيبته]. وقد تخفّف باؤها فيقال: [رُبَما سافر].


ثَمَّ

ثَمَّ: اسم يشار به إلى المكان البعيد. مبني على الفتح، ويكون في العبارة ظرفاً للمكان، نحو: ]وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيماً ومُلكاً كبيراً[ (الإنسان 76/20)، وقد يُجَرّ بـ [مِنْ]، فيقال: [مِن ثمَّ].

وقد تلحقه تاء التأنيث فيقال: [ثَمَّةَ]، وتُلفَظ عند الوقف هاءً: [ثَمَّهْ]



لَدُنْ
ظرفٌ للزمان أو المكان - على حسب الحال - بمعنى [عند]، يدلّ على بداية كلٍّ منهما، مبنيٌّ على السكون. نحو: [سافرنا لدُنْ طلوعِ الشمس: للزمان] و[جئت من لدنْ صديقي: للمكان].


أحكام:
¨ هو في الكلام فضلة (أي: لا يفتقر إليه انعقاد الكلام، إذ ليس مسنداً ولا مسنداً إليه).

¨ يلازم الإضافة أبداً، فيضاف إلى الضمير والاسم والجملة، نحو: [أرسلتُ إليك كتاباً من لدُنّي (ضمير)، فجاءك لدنْ غروبِ الشمس (اسم)، وكنت تنتظره من لدنْ طلعَتْ (جملة)]، فإذا كانت إضافته إلى الجملة تمحّض للزمان.

¨ إذا تلته كلمةُ [غُدْوَة]، نحو: [سافرنا لدنْ غُدوة]، جاز جرّها، ونصبها، ورفعها.
قد يُجَرّ بـ [مِنْ] دون سواها من حروف الجرّ، نحو: [أعطيته مِن لَدُنِّي كتاباً].



بَعْض


[بعض]: لفظها مفرد، يُجمَع على [أبعاض] ومعناها الجمع. ولذلك يجوز في الكلام الإفرادُ مراعاةً للفظها، والجمعُ مراعاةً لمعناها. فمن الإفراد قولك: [بعض الرجال حضر] و[بعض النساء حضر]، ومن الجمع قولك: [بعض الرجال حضروا] و [بعض النساء حضرن].

ومن المجمع عليه أنّ بعض الشيء طائفة منه. ثمّ قد تكون هذه الطائفة جزءاً أقل من الباقي كالثلاثة من العَشَرة، أو أعظمَ من الباقي كالثمانية من العَشَرة.

وتدخلها الألف واللام خلافاً للأصمعي. قال الجاحظ: [هذا فرقُ ما بينَ مَنْ بُعِثَ إلى البعض ومَنْ بُعِثَ إلى الجميع].

وأما إعرابها فعلى حَسَبَ موقعها من الكلام: تكون مفعولاً ومبتدأً وفاعلاً إلخ... نحو: رأيت بعضَ المتسابقين (مفعول به)، فبعضُهم سبق (مبتدأ)، وقصَّر بعضُهم (فاعل)...

مَهْمَا

اسمُ شرط يجزم فعلين. ويقول المعربون: تُعْرَب مفعولاً به، إذا تلاها فعلٌ لم يَستَوفِ مفعولَه، وإلاّ أُعربَت مبتدأً. ففي نحو: [مَهما تصنعْ أَصنعْ مثلَه] هي مفعول به، وفي نحو: [مهما تقرأْهُ يُفِدْكَ] و [مهما تَتأَخَّرْ ننتظرْك] هي مبتدأ
مَهْمَا

اسمُ شرط يجزم فعلين. ويقول المعربون: تُعْرَب مفعولاً به، إذا تلاها فعلٌ لم يَستَوفِ مفعولَه، وإلاّ أُعربَت مبتدأً. ففي نحو: [مَهما تصنعْ أَصنعْ مثلَه] هي مفعول به، وفي نحو: [مهما تقرأْهُ يُفِدْكَ] و [مهما تَتأَخَّرْ ننتظرْك] هي مبتدأ

Monday, December 28, 2009

أهميـــــــة علم النحــــــو

إن علم اللغة علم له أهمية كبرى وصلة عظمى بكتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى جانب كبير من هذا العلم يقوم فهم النص واستنباط الحكم.
فإن علم اللغة -وأعني به علم النحو- يعصم اللسان من الخطأ في كتاب الله تعالى، ويعصم اللسان من الخطأ في لغة التخاطب، ويعصم اللسان من الخطأ في لغة الكتابة، أضف إلى هذا ما قلت لك أولا إنه ينبني عليه فهم النص واستنباط الحكم؛ ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه القيم "اقتضاء الصراط المستقيم" ذكر أن اللغة العربية من الدين، وأن تعلمها فرض؛ لأن فهم نصوص الكتاب والسنة فرض، ولا يتم إلا باللغة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم ذكر أن من اللغة ما تعلُّمه فرض عين، ومنها ما تعلمه فرض كفاية، ولعلكم على علم بما يذكره الأصوليون في أبواب الاجتهاد عندما يذكرون أن من شروط المجتهد أن يكون عالما بالنحو.

Tuesday, November 17, 2009

علم البلاغة

*-
إنَّ الأساس الذي بنيتْ عليه البلاغةُ هو أولاً دراسة القرآن الكريم في التعبير ،ومقابلتِها بأساليب البلغاءِ وكذلك السُّنة النبوية ثانيا لتوضيح كلامِ أبلغِ الخلق صلى الله عليه وسلم،ثم انتقلتْ للكلام عن بلاغة الشِّعر خاصةً والنثر ِعامةً في كلام العربِ الأقحاحِ .

أساسُ علم البلاغة :
يقومُ علم البلاغة على أساسين هما :
(أ‌)– الذوقُ الفطريُّ الذي هو المرجعُ الأول في الحكم على الفنون الأدبية ، فيجدُ القارئُ أو السامع في بعض الأساليب من جرسِ الكلمات وحلاوتها ، والتئام التراكيب وحسنِ رصفها – وقوةِ المعاني وسموِّ الخيالِ ما لايجدُ في بعضها الآخر ، فيفضلُ الأولى على الثانية .
(ب‌)- البصيرةُ النفَّاذةُ ، والعقلُ القادر على المفاضلة والموازنة والتعليلِ ،وصحةِ المقدمات ، لتبنَى عليها أحكامٌ يطمئنُ العقل إلى جدارتِها ، ويسلِّمُ بصحَّتِها

[تحرير] *-نشأة ُعلمِ البلاغة :
هناكُ اختلافٌ كبير في هذا الصدد؛ فمنهم من يقولُ: واضعُ علم البلاغة هو الجاحظُ وخاصة في كتابه القيِّمِ البيانُ والتبيينُ ، وقيل: هو الجرجاني المتوفى 471هـ بكتابيه دلائل الإعجازِ وأساس البلاغة وقيل: هو ابن المعتزِّ المتوفى 296هـ بكتابه البديع ، وقيل: السكاكيُّ بكتابه المفتاح ...

[تحرير] *-الغايةُ منَ البلاغة:
تأديةُ المعنى الجميل واضحاً بعبارةٍ صحيحة فصيحة ٍ،لها في النفس أثرٌ ساحر ٌ،مع ملائمة كلِّ كلامٍ للموطنِ الذي يقال فيه ، والأشخاصُ الذين يُخاطَبون .

[تحرير] *-عناصرُ البلاغةِ :
هي لفظٌ ومعنًى ، وتأليفٌ للألفاظ يمنحُها قوةً وتأثيراً وحسناً ، ثم دقةٌ في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه ،و موضوعاته ،وحال السامعين ، والنزعةِ النفسية التي تتملكهم ،و تسيطرُ على نفوسهم .

[تحرير] *-الهدفُ من دراسة البلاغة :
(أ‌)هدفٌ دينيٌّ ؛ يتمثل في تذوق بلاغةِ القرآن الكريم والوقوف على أسرارِ ها، وتذوقِ بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاءِ أثره فيها.
(ب‌)هدفٌ نقديٌّ أو بلاغيٌّ ؛ يتمثلُ في التمييز بين الجيد والرديء من كلام العرب شعراً ونثراً .
(ت‌)هدفٌ أدبيٌّ ؛ يتمثل في التدريب على صناعةِ الأدب،وتأليف الجيد من الشعر والنثر

[تحرير] *-أقسامُ علمِ البلاغةِ :
ينقسمُ علمُ البلاغة إلى ثلاثة أقسامٍ :
(أ‌)علمُ المعاني : وهو علمٌ يعرَفُ به أحوال اللفظ العربيِّ التي بها يطابقُ مقتضَى الحال
(ب‌)علمُ البيان : وهو علمٌ يعرَف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة ٍفي وضوحِ الدلالة عليه
(ت‌)علمُ البديع : وهو علمٌ يعرَف به وجوه تحسين الكلام، بعد رعايةِ تطبيقه على مقتضَى الحال ووضوحِ الدلالة .

[تحرير] الفصلُ الأولُ- الفصاحةُ
*-تعريفُها:
لغةً :البيانُ والظهورُ ،قال الله تعالى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي ...} (34) سورة القصص، أي أبينُ منِّي منطقاً وأظهرُ منَّي قولاً .
والفصاحةُ في اصطلاحِ أهل المعاني:
عبارةٌ عن الألفاظِ البيِّنةِ الظاهرةِ, المتبادرةِ إلى الفهم, والمأنوسةِ الاستعمال بين الكتَّابِ والشّعراء لمكانِ حُسنها.
فالفصاحةُ تشملُ الكلمةَ ، والكلامَ ، والمتكلِّمَ ، فيقالُ : كلمةٌ فصيحةٌ ، وكلامٌ فصيحٌ ، ومتكلمٌ فصيحٌ .
• - فصاحةُ الكلمة ِ:
تكون الكلمةُ فصيحةً إذا كانت مألوفة َالاستعمال بين النابهينَ من الكتَّابِ والشعراء، لأنها لم تتداولْها ألسنتهُم ولم تجرِ بها أقلامُهم إلا لمكانتِها من الحُسن باستكمالها عناصر َالجودةِ ، وصفاتِ الجمالِ .
*-شروطُ فصاحةِ الكلمة :
يجبُ أن تكون الكلمةُ سالمةً من عيوبٍ ثلاثة ٍ: (أ‌)تنافرُ الحروفِ
(ب‌)الغرابة ُ
(ت‌)مخالفةُ الوضعِ
*- تنافرُ الحروفِ :
فهو ثقلُ الكلمة عند وقعِها على السمعِ وصعوبةُ أدائها باللسانِ ، نحو كالظشِّ (للموضع الخشن) ونحو: سَلِجَ ( سَلِجَ اللُقْمة بالكسر، يَسْلَجُها سَلْجَاً وسَلَجاناً، أي بَلِعها) ،و كالنقنقة « لصوتِ الضفادعِ» ونحو: مستشزراتٌ « بمعنى مرتفعاتٍ» من قول امرئ القيس يصف شَعر ابنة عمه:
غَدائِرُه مُسْتَشْزَرَاتٌ إِلى العُلاَ ... تَضِلُّ العِقَاصُ في مُثَنىً ومُرْسَلِ
فقد وَصَفها بكَثْرة الشَّعرِ والْتِفَافِه
• -الغرابةُ :
هي كونُ الكلمة غيرَ ظاهرةِ الدلالة على المعنى الموضوعِ له ، وذلك لسببين :
أحدهُما أنَّ الكلمة غيرُ متداولةٍ في لغة العربِ ، فيحتاجُ لمعرفةِ معناها الرجوعُ إلى المعاجم والقواميس
مثالُ ذلك قولُ عيسى بن عمرو النَّحوي وقد سقطَ عن دابته فالتفَّ حوله الناسُ فقال :
ما لَكُمْ تَكَأْكَأْتُم عليَّ تكَأْكُؤَكُم على ذِي جِنَّةٍ ؟ افْرَنْقِعُوا عنّي
فكلمة ُ(تكاكأتم ) وكلمة (افرنقعوا) غريبتان ، أي مالكم اجتَمَعْتم تنَحُّوا عنِّي
والثاني –عدمُ تداول الكلمة في لغة العربِ الشائعة ، «كمسّرج» من قول رؤبة بن العجاج:
ومقلةً وحاجباً مزججا *** وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا
فلا يعلمُ ما أرادَ بقوله « مسرَّجا» حتى اختلف أئمة اللغة في تخريجه.
*- مخالفة ُالوضعِ :
هو كونُ الكلمة ِ مخالفةً لما ثبتَ معناهُ عند علماء اللغة مثل (الأجلل) في قول أبي النجم :
الحَمْدُ لِلّهِ العَلِيُّ الأَجْلَلِ *** الواحد الفرد القديم الأوَّل
فإن القياس (الأجلِّ) بالإدغام، و لا مسوّغ لفكّه ،فهو يريدُ الأَجَلّ وأظْهَر التضعيف ضَرورةً

[تحرير] فصاحةُ الكلامِ
تكونُ فصاحةُ الكلامِ بسلامتهِ من عيوبٍ ثلاثة ٍهي :
(1)تنافرُ الكلماتِ
(2)ضَعفُ التأليفِ
(3)التعقيدُ

الأولُ - « تنافُر الكلمات»
فلا يكونُ اتصالُ بعضها ببعض مما يسببُ ثقلها على السمعِ ، وصعوبةَ أدائها باللسان ، (وإن كانَ كلُّ جزءٍ منها على انفراده فصيحاً) كالشطرِ الثاني في قول الشاعر:
وَقبرُ حربٍ بمكانٍ قفرٍ *** وَليس قَربَ قبرِ حربٍ قبرُ
و كالشطرِ الأولِ في قول أبي تمَّام:
كَرِيمٌ مَتّى أمْدَحْهُ أمْدَحْهُ والوَرَى ... مَعِي وَإذَا مَا لمتهُ لمُتهُ وَحدِي
فإنَّ في قوله أمدحُه ثقلاً ما لما بين َالحاء والهاء من تنافرٍ.

الثاني - « ضعفُ التأليفِ» :
هو خروجُ الكلام عن قواعدِ اللغة المطَّردة المشهورةِ ،كأن يكونَ الكلامُ جارياً على خلافِ ما اشُتهرَمن قوانينِ النحو المعتبرةِ عند جُمهور العلماء – كوصلِ الضميرين، وتقديمِ غير الأعرافِ منهما على الأعراف- مع أنه يجبُ الفصلُ في تلك الحالةِ – كقولِ الشاعر: جَزَى بَنُوهُ أبا الْغيْلانِ عنْ كِبَرٍ * وَحُسْنِ فِعْلٍ كَما يُجْزَى سِنِّمارُ
والعيبُ أعاد الضمير في بنوه على أبي غيلانَ وهو متأخرٌ لفظاً ورتبة ،لأنه مفعولٌ به ،ورتبتهُ التأخيرُ وكقول حسانِ بن ثابتٍ رضي الله عنه :
وَلَوْ أَنَّ مَجداً أَخلَدَ الدَّهْرَ واحِداً ... مِنَ النَّاسِ، أَبقى مَجْدُهُ الدَّهرَ مُطْعِما
والعيبُ فيه أنَّ الشاعر أعاد الضميرَ في مجده على مطعِم، وهو متأخرٌ لفظاً ورتبةً، لأنه مفعولٌ به ،ورتبته التأخيرُ
الثالث - التعقيدُ : وهو نوعانِ : التعقيدُ اللفظيُّ ، والتعقيدُ المعنويُّ
*-التعقيدُ اللفظيُّ :
هو أن ْ يكون الكلامُ خفيَّ الدّلالة على المعنى المراد به – بحيث تكونُ الألفاظُ غيرَ مُرتبةٍ على وفق ترتيبِ المعاني.
وينشأُ ذلك التّعقيدُ من تقديمٍ أو تأخيرٍ أو فصلٍ بأجنبيٍّ بين الكلماتِ التي يجبُ أن تتجاورَ ويتصلَ بعضُها ببعض كقولِ المتنبي :
جفَخَتْ وهُم لا يجْفَخون بهابِهم ... شيَمٌ على الحسَب الأغرِّ دلائلُ
أصل – جفخت (افتخرت) بهم شيمَ دلائل على الحسب الأغرِّ هم لا يجفخون بها.
ومثل : (ما قرأ إلا واحداً محمدٌ مع كتاباً أخيه ) كان هذا الكلام ُغيرَ فصيح، لأن فيه تعقيداً لفظيًّا ، ولكن التعبيرَ الفصيحَ هو ( ما قرأ محمدٌ مع أخيهِ إلا كتاباً واحداً).
*-التعقيدُ المعنويُّ:
أن يكون الكلامُ خفيَّ الدَّلالة على المعنى المرادِ – بحيث لا يفْهم معناه إلاّ بعدَ عناءٍ وتفكيرٍ طويلٍ. مثال ذلك قول امرئ القيس :
وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ
الخيفانةُ الجرادةُ ، وكنَّى هنا عن الفرسِ الخفيفةِ ، والسعفُ المنتشرُ الشَّعرُ يكسو وجهَها فقبيحٌ وكما في قول عبّاس بن الأحنَف:
سَأطلُبُ بُعدَ الدَّارِ عَنْكم لِتقْرُبوا ... وَتَسْكُبُ عَيْنايَ الدُّموعَ لِتَجْمُدَا
جعلَ سكبَ الدُموع كنايةً عمّا يلزمُ في فراقِ الأحبَّة من الحُزن والكمد، فأحسنَ وأصابَ في ذلك، ولكنَّه أخطأ في جعل جمودِ العينِ كنايةً عمَّا يوجبُه التَّلاقي من الفرحِ والسُرُور بقُرب أحبتّهِ، وهو خفىٌّ وبعيدٌ - إذ لم يعرفْ في كلام العربِ عند الدُّعاءِ لشخصٍ بالسرور (أنْ يقالَ له: جُمدتْ عينُك) أو لا زالتْ عينُك جامدةً، بل المعروفُ عندهم أنَّ جمودَ العين إنّما يكنَّى به عن عدمِ البكاءِ حالةَ الحزن، كما في قول الخنساء:
أَعَينَيَّ جُودَا ولا تَجْمُدا ... ألا تَبْكِيانِ لِصَخْرِ النَّدَى

[تحرير] فصاحةُ المتكلَِّمِ
عبارةٌ عنِ المَلكةِ التي يقتدرُ بها صاحبُها على التعبيرِ عن المقصودِ بكلامٍ فصيح، في أيِّ غرضٍ كانَ. فيكونُ قادراً - بصفةِ الفصاحةِ الثابتةِ في نفسه -على صياغةِ الكلام، مُتمكّناً منَ التّصرفِ في ضُروبه ،بصيراً بالخوض في جهاتهِ ومَنَاحِيهِ.

[تحرير] المراجع:
الخلاصة في علوم البلاغة: علي بن نايف الشحود